♛التوأم الملكي♛
الجزء 1
في الأزمنة البعيدة, حيث الناس كانوا يرقصون و يعملون بمرح،
عاش ملكُ عادل و طيب القلب جداً مع ملكته, و كان لديهم توأمان ,
الأول كان صبياً اسمه خليفة و كان وسيماً جداً, و فكل فتاة في قرية تعجب به من أول نظرة!
و الثاني كان فتاةً حسناء جميلة, و شعرها البني اللامع و بشرتها البيضاء الصافية جعلتها أجمل فتاة في القرية , بل في المملكة كلها! و كان اسمها ميثة.
و الذي كان يتشبهان فيه هاذان التوامان هو عيناهما الزرقاوتين,
و عندما كبرا الاثنين
قرر خليفة أن يجوب العالم ليتعرف على الشعوب الأخرى و يجد عروساً له
أما الاميرة الحسناء ميثة فقد جاء كثيرا من كان يريد ان يخطبها في صغرها و لكن الملك قال انه لن يزوج ابنته لأي رجل حتى تكمل السادسة عشر.
و عندما أكملت الأميرة ميثة السادسة عشر, و قبل عيدميلادها بليلة حلم الملك بأن رجل كبير في السن طرق باب قلعته, و أخبره بأن لا يقبل بأول احدى عشر شخص يتقربوا لخطبتها و أن يقبل بالشخص الثاني عشر.
فذهب الملك ليستشير أحد مستشاريه بهذا الحلم و لكنهم قالوا بأنها أضغاث أحلام و يجب ان لا يكترث بها،
و لكن انتشر خبر هذا الحلم مسامع الشعب و انتقل من بيت الى اخر
و لم يعرف احد تفسير هذا الحلم الغريب
و سمع احد مستشاري الملك بأن الرجل الحكيم الذي يقطن في الغابة التي تقع وسط الصحراء يعرف تفسير الحلم و أخبر الملك بذلك.
فشد الملك الرحال و ذهب الى الصحراء النائية مع اثنان من خدمه و واحد من مستشاريه بعد أن ودّع ابنته و ملكته, و عند وصوله الى وسط الصحراء وجد أشجار كثيفة متجمعة في منطقة كبيرة و فوقها سحابة رمادية على وشك ان تمطر.
فدخل الملك الغابة و ما ان مشي بضعة أميال حتى وجد قلعة كبيرة بل هائلة الحجم مصنوعة من ذهب و مزينة بأحجار كريمة ملونة بشتى الأحجام، و السور الذي كان بحيط بالقلعه كان مصنوعاً من الذهب الخالص و في البوابة كان هنالك تمثال كبير لأسد, و ما ان لامست يد الملك البوابة, فتحت و رأى الملك جميع انواع الطيور و ألوانها تغرد بفرح و تطير و تلعب بين شجيرات و الورود و النوافير الذهبية اللامعة.
وطأت قدمي الملك على الدرج حتى فُتح الباب الكبير المزخرف و دخل القلعة, و مشي الى الصالة التي أمامه و دخل و بجانبه خدميه و وراءه مستشاره الذي كان يتأمل المكان و يحدق في الأشياء و كان يسرق البعض و يضع في حقيبته .
و عندما دخل الملك الى الصالة, رأى رجل عجوز جالس على كرسي أمام المدفئة .
فرحب به العجوز و قال:
"مرحباً بك يا جلالتك, يشرفني زيارتك لقصري الجمبل"
رد الملك عليه:
" يا له من قصر جميل, أتمنى ان تعيش فيه بسعادة"
"حسناً يا جلالتك لن أطول معك في الحديث, فأنا أعلم أنك متشوقاً لمعرفة تفسير حلمك"
"بالطبع, اتبع كما في الحلم, أي لا تزوج ابنتك لأول احد عشر رجلاً و زوجها للذي سيأتي بعدهم"
"زواجها لأحد من هؤلاء الأحد عشر قد يكون قراراً غير سليم يا جلالتك, مثل احضارك لهذا المستشار"
التفت الملك و رأى مستشاره قد تحول الى تمثال من ذهب.
"ماذا فعلت به؟ ماذا حدث له؟!"
"لا أستطيع يا جلالتك, لقد نال جزائه بعد كل هذه السنين"
"ان مستشارك كان يسرق أموال الصدقات التي كانت تُجمع في القرية و يجب أن يدفع الثمن"
ذهب الملك بعد ان ودع الرجل العجوز, و ظلّ و يفكر طوال طريق العودة.
و بعد وصوله الى مملكه بيوم, جاء رجل وسيم و نبيل من بلاد بعيدة يطلب يد ابنته ميثة, و أحضر معه الكثير من الهدايا.
و لكن الملك رفض و لم يخبره السبب أو أي شيء عن الحلم، و رحل الرجل.
و جاء بعده أمير من بلاد بعيدة جداً و معه هدايا أكثر من الذي قبله و لكن رفض الملك مرةً أخرى.
و في كل مرة يأتي رجل نبيل أو أمير و يأتي بهدايا أكثر من الذي قبله.
كان الملك في فضولٍ أن يرى من الرجل الثاني عشر الذي سيخطب ابنته,
فجاء رجلٌ فقير, ثيابه مقطعة و أحدب و كان بشعاً.
تردد الملك بتزويجه لابنته, لكنه تذكر كلام الرجل العجوز في الغابة و قبل بزواجه منها.
تم القيام بحفل الزفاف و أطاعت الأميرة ميثة كلام أبيها في الزواج منه و في ليلة الزفاف و عندما دقّت الساعة, معلنة منتصف الليل, رأت الأميرة ضوء يشع بجانبها و كان قوياً جداً بحيث أنها ام تستطع أن ترى شيئاً.
و عندما اختفى الضوء تدريجياً, رأت أن الرجل البشع الذي تزوجته تحول الى أجمل أمير تقع عليه عين انسان, فشكرها و أخبرها بأن ساحرة شريرة سحرته و أن الاحدى العشر أميراً و نبيلاً كانوا فقط تنانين في هيئة بشر. و في اليوم التالي أخبروا الملك بذلك و عاشوا سعيدين معاً.
تأليف و كتابة:
Diamanter